حملات للتوعية بظاهرة مقاومة مضادات الميكروبات
يهدف الأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات إلى زيادة الوعي بمقاومة المضادات الميكروبية في العالم والتشجيع على اتباع أفضل الممارسات فيما بين صفوف عامة الجمهور والعاملين الصحيين وراسمي السياسات تجنباً لظهور المزيد من حالات مقاومة المضادات الحيوية تلك وانتشارها.
وقد أُقرت جمعية الصحة العالمية في مايو 2015 خطة عمل عالمية لعلاج المشكلة الآخذة في التعاظم لمقاومة المضادات الحيوية وغيرها من الأدوية المضادة للميكروبات، ومن الأهداف الرئيسية لتلك الخطة رفع مستوى الوعي والفهم بشأن مقاومة مضادات الميكروبات من خلال التواصل والتثقيف والتدريب على نحو فعال.
وقالت الدكتورة منال الزيدان مديرة ادارة الصيدلة بمؤسسة الرعاية الصحية الاولية ان المضادات الميكروبية هي أدوية يتم استخدامها بهدف قتل أو تثبيط نمو أنواع مختلفة من الميكروبات مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات التي تتسبب للإنسان بأنواع مُختلفة من الالتهابات مثل التهاب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي والتهاب الدم والتهاب اللوزتين والتهاب المسالك البوليّة.
المضادات الميكروبية بشكل عام آمنة إذا استخدمت بالشكل الصحيح، لكن هناك حالات طبية خاصة تستدعي الانتباه الطبي مثل المرضى الذين يعانون من بعض أنواع الحساسية تجاه أنواع محددة من المضادات الميكروبية كما مثل البنسلين والسلفا، لذلك وضعنا في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية منظومة متكاملة تبدأ من عند الممرض والطبيب وتنتهي بالصيدلاني لضمان عدم إعطاء أي مضاد ميكروبي أو أي علاج لمريض يعاني حساسية تجاهه والاستعاضة عنه بالخيارات الدوائية الأخرى وفق البروتوكول العلاجي لكل حالة، وقد يصاحب استخدام المضادات الحيوية ظهور بعض الأعراض الجانبية لدى بعض المرضى مثل الإسهال والغثيان وظهور طفح جلدي وصعوبة بالتنفس إلى غيرها من الأعراض، وعند ظهور أي عرض جانبي فإننا دائما ننصح باستشارة الطبيب أو الصيدلاني لإرشاد الحالة بالطريقة المناسبة في التعامل مع هذا العرض الجانبي.
مقاومة المضادات الميكروبية تعد واحدة من أكبر الأخطار التي تهدد الصحة العالمية، حيث أصبح من الصعب علاج عدد متزايد من الأمراض المعدية، حيث إن المضادات الميكروبية المستخدمة لعلاجها لم تعد فعالة كما في السابق.
وأضافت الدكتورة منال الزيدان إن نسبة مقاومة المضادات الميكروبية آخذة في الارتفاع بشكل غير مسبوق وبمستويات خطيرة في كل العالم، حيث ظهرت آليات مقاومة جديدة مما يؤدي لعرقلة علاج الأمراض المعدية الشائعة. هناك اعداد متزايدة من عدوى الالتهابات (مثل الالتهاب الرئوي والسل وتسمم الدم والسيلان) التي أصبح علاجها أصعب من ذي قبل، بسبب مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية، كما أن بفعل مقاومة المضادات الميكروبية اصبحت عمليات زراعة الأعضاء والعلاج الكيميائي والعمليات الجراحية وعمليات الولادة القيصرية أكثر خطورة بسبب مقاومة المضادات الحيوية.
كما يجب توعية الجميع بالاستخدام الأمثل والرشيد للمضادات فالمسألة تحتاج الى وعي وتطبيق مجتمعي واسع الانتشار من الجميع بمختلف الأعمار بمن فيهم العاملين في المجال الصحي وصانعي القرارات الصحية والمجتمع بشكل عام، وتكمن المشكلة الأساسية في أن بعض المرضى يقومون بتناول المضادات الحيوية عند شعورهم بأي توعك دون التأكد من حاجتهم لتناول هذه الأدوية، ولكن للأسف هذا الأمر يعني أن المضادات الميكروبية لن تكون فعالة لاحقاً عند حاجة المريض إليها.
ليست هناك تعليقات