أزمة نقص "أشباه الموصلات" تلقي بظلالها على وكالات السيارات في قطر
ألقت أزمة نقص أشباه الموصلات أو "الرقائق الإلكترونية" التي أصابت الاقتصاد العالمي جراء جائحة كورونا بظلالها على وكالات بيع السيارات في قطر، حيث رصد "موقع الشرق" عدم قدرة عدد من الوكالات على تلبية طلبيات الزبائن خلال الفترة الحالية إذ يتأخر وصولها إلى نحو 6 أشهر كاملة أو أكثر.
وتعاني كبريات شركات السيارات العالمية من أزمة نقص الرقائق الإلكترونية، مشيرين إلى أن هذا النقص الذي صاحبه اضطرابات سلاسل التوريد دفع شركات صناعة السيارات إلى خفض الانتاج، مع وجود توقعات باستمرار أزمة نقص الرقائق إلى العام المقبل في ظل اضطراب الوضع على المستوى العالمي، وعودة بعض الدول إلى تشديد الإجراءات الاحترازية جراء انتشار متحورات كورونا.
بدأت الأزمة قبل أكثر من سنة وأثرت على مصانع السيارات على مستوى العالم تباعاً وبشكل متصاعد، فمع بداية جائحة كورونا خصصت مصانع الرقائق الإلكترونية معظم إنتاجها لتلبية طلبيات الأجهزة الإلكرتونية المنزلية (الكمبيوتر المحمول – هواتف ذكية – تلفزيونات.. وغيرها) وذلك نظراً للإغلاقات والإجراءات الاحترازية التي دفعت العالم إلى التحول للعمل عن بعد، وفي الوقت نفسه توقف إنتاج مصانع السيارات لفترات طويلة أو تخفيض الانتاج بشكل كبير.
بعد انحسار جائحة كورونا بشكل كبير وإعادة فتح الأعمال حول العالم فُوجئ منتجو السيارات بأزمة نقص الرقائق الإلكترونية وتفاقمت الأزمة خاصة وأن هذه القطع الإلكترونية الحيوية تُصنع بالأساس في دولتين فقط تقريباً وهما الصين وتايوان ، وفيما يخص معدلات التأخير في تسليم طلبيات الزبائن في السوق القطري، قال مدير التسويق لمجموعة المانع: للأسف في ظل هذه الأزمة لا نحدد موعد تسليم من الأساس، خاصة إذا كانت الطلبية من المصنع مباشرة، لكن في معظم الأحيان يتأخر موعد التسليم من 6 إلى 8 أشهر.
وحول آفاق الأزمة وفرص انحسارها خلال الفترة المقبلة، قال: وفق الأرقام التي لدينا والمعلومات التي نجمعها من الوكالات التي نمثلها في قطر فإنه من المتوقع أن تتواصل الأزمة حتى نهاية عام 2022 مع احتمالية استمرارها حتى الربع الأول والثاني في عام 2023.أن الرقائق الإلكترونية تدخل في مكونات جميع السيارات، فعلى سبيل المثال تدخل في تصنيع الوسائد الهوائية، وبعض الأنظمة المسؤولة عن تحديد المسار الصحيح للسيارة، وأنظمة احتراق الكربون داخل المحرك، وبالطبع في صناعة أجهزة الكمبيوتر في السيارات، وبالتالي فإن كل الشركات تضررت، وكلما كانت إمكانيات السيارة متقدمة وحديثة وتوظف التكنولوجيا بشكل كبير كلما كان تأثرها أكبر بالأزمة، ولأن السوق القطري يتميز بارتفاع الطلب على السيارات الفارهة فإن درجة التأثر بأزمة نقص الرقائق الإلكترونية كبيرة.
وهذه المكونات أساسية لأجزاء كاملة من الصناعة العالمية، وتدخل في صناعة العديد من الأدوات التي نستخدمها بصورة يومية. فنجدها في الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر ومشغّلات ألعاب الفيديو والسيارات، ولا سيما لوحات التحكم فيها، والطائرات والشبكات المعلوماتية والهاتفية وغيرها. بحسب الجزيرة نت.
وفق التقارير العالمية فإن نقص إنتاج الرقائق الإلكترونية في إدخال صناعة التكنولوجيا والتي هي محور صناعة السيارات وغيرها من القطاعات الحيوية، في منعطف حرج نظراً لنقص الإمدادات العالمية وتأخرها بشكل كبير.
وأكدت أن زيادة الطلب على تقنيات الجيل الخامس وكذلك قرار الولايات المتحدة بمنع بيع أشباه الموصلات من هواواي الصينية. لتأتي الجائحة العالمية لتعمق الجرح وتزيد الارتباك الحاصل أساساً، حيث سارعت بعض شركات التكنولوجيا بطلب كميات منها وتخزينها مما حرم شركات أخرى من الحصول على طلبياتها من هذه الرقائق، أضف إلى ذلك ما تسبب فيه التحول إلى "العمل عن بعد" خلال جائحة كورونا.
ليست هناك تعليقات