السينما القطرية أحلام كبيرة وإنجازات محدودة
في عام ١٩٥٢ نظمت شركات البترول العاملة في الدولة مثل شركة "شل" عروضا سينمائية أجنبية مختلفة، وكانت الشركة تدعو موظفيها لحضور أمسيات سينمائية وضعت فيها شاشات عرض في الهواء الطلق، مما أدى ذلك إلى إثارة الفضول لدى الأهالي ودفعتهم إلى اقتناء أجهزة تعرف باسم (١٦ملم) وشراء الأفلام التي كانت تأتي من مصر ولبنان.
وفي ستينيات القرن الماضي ظهرت دور العرض السينمائية الصيفية، مثل دار الأندلس، والأهلي، وأمير، وبعدها بعشرِ سنواتٍ وفي مطلع السبعينات، بدأ أرسال التلفزيون، فتأسست فرقة المسرح الوطني، والتي جمعت الممثلين والممثلات.
وصاحب تلك الفترة ظهور أول "رول" لفيلم قطري، والذي أنتج عام ١٩٧٤ بعنوان "الشراع الحزين" والذي يعتبر أول فيلم روائي سينمائي طويل، من بطولة الفنان علي حسن ومن إخراج محمد نبيه، وتأليف رمضان خليفة، ودارت قصته حول العلاقة بين الإنسان القطري والبحر، وجُسدَّ ذلك من خلال أسرة قطرية ارتبط مصيرها بالبحر، وفاز الفيلم بجائزةِ مهرجان شاليمار في باكستان عام ١٩٧٨.
وفي السبعينات وتحديدًا عام ١٩٧٦ تأسست شركة قطر للسينما وتوزيع الأفلام والتي قامت بدورها بافتتاح داري عرض الخليج والدوحة اللتين كانتا تعتبران في وقتها من أضخم دور العرض السينمائي في المنطقة وأحدثها تجهيزًا بآلات العرض ونظام الصوت ،وفي نفس الفترة تأسست شركة قطر للسينما وتوزيع الأفلام، وهي شركة حكومية تشرف على دور العرض القائمة، وتساهم في بناء دور عرض جديدة.
أما مطلع الثمانينات، عام ١٩٨٣ قام المركز الخليجي لتنسيق التدريب الإذاعي والتلفزيوني بمحاولة لإنتاج فيلم روائي قطري ثاني، بعنوان "حارس الفنار"، تحت إشراف المخرجَين المصريين كمال أبو العلا، وفهمي عبدالحميد، ودارت أحداث الفيلم في داخل فنار، يعيش فيه حارس الفنار مع ابنه في عزلة تامة، وإثر زيارة قام بها الابن للمدينة قام بعضه كلب ضال، فيصاب بمرض الكلب، ويضطر الأب إلى قتل ابنه في النهاية.
وقرب نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي مع ظهور القنوات التلفزيونية ودور السينما بدأت قطر تشهد طفرة نوعية وانتقالية في دور السينما، بحيث أصبحت تضم ما يقارب الـ٣٠ دار عرض حديثة، وحتى وصلت في الفترات الأخيرة إلى انتاج عدد من الأفلام الوثائقية في مختلف المجالات كقناة الجزيرة الوثائقية وقناة الجزيرة للأطفال.
ومن أبرز الأفلام في الألفية الثانية كان فيلم "عقارب الساعة" للمخرج خليفة المريخي في عام 2010 وتم إنتاجه من قبل وزارة الثقافة القطرية، ويستعرض الفيلم التراث القطري والخليجي من خلال البحث عن أصل فن "الفجري"، وجاء ذلك انعكاسًا لحقبة تاريخية للخليج حينما كان الغوص وتجارة اللؤلؤ هما العملان الرئيسيان.
ليست هناك تعليقات