مهرجانات السحور أجواء مبهرة للجاليات العربية في أمريكا
مهرجانات السحور فكرة بسيطة انتشرت في عام 2018 بولاية ميتشغان الأمريكية عبر تجمع عدد من عربات المأكولات والمشروبات وبعض المشغولات اليدوية في ساحة استراحة سيارات صغيرة وتقديم الوجبات وبعض الفقرات الخاصة بإحياء السهرات الرمضانية والاستمتاع بالأجواء المميزة في شهر رمضان بأمريكا، وسرعان ما اجتذبت الآلاف بل مئات الآلاف بمرور الوقت وتضم عشرات الفقرات المختلفة، ولكن أجواء كورونا كانت سبباً في توقف المهرجانات لمدة عامين.
وخلال العام الجاري، وعلى مساحة تزيد على 85 ألف قدم مربعة في ساحة مركز فيرلين التجاري أمام متجر سيرز بمدينة ديربورن بولاية ميتشغان الأمريكية، وبمشاركة أكثر من 55 عربة للمأكولات والمشروبات وبيع بعض المشغولات عادت مهرجانات السحور الرمضانية بحضور أكثر ضخامة من السنوات التي سبقتها على أكثر من صعيد.
وعلى سبيل المثال، حقق مهرجان السحور الخاص بمدينة ديربورن بولاية ميتشغان الأمريكية رواجاً هو الأكبر إلى الآن، فاستقبل نحو 70 ألفاً في الأيام العشرة الأولى ومع انتصاف الشهر الكريم تجاوز حاجز المائة ألف زائر، وهو ما يؤكد الحرص الكبير من مختلف الجنسيات والجاليات العربية وأيضاً أصحاب الديانات الأمريكية المختلفة على المشاركة في أجواء السحور الرمضانية الليلية.
وتنتشر في المهرجان فقرات مختلفة تهدف إلى إحياء الأجواء الرمضانية مثل فقرة قراءة القرآن وتلاوته والتي اكتسبت جمهوراً خاصاً، وحتى في الأكلات نفسها تقدم من ثقافات مختلفة من مجتمع الجاليات العربية من أغلب البلدان في سوريا ولبنان واليمن ومصر ومن الجاليات الخليجية، ومسلمي تركيا وأفغانستان وأغلب الثقافات الإسلامية المختلفة، مع تقديم عدد من الحلوى والأكلات الأمريكية الشهيرة، وتزيين الفوانيس وفروع الزينة والديكورات الإسلامية أروقة المهرجانات التي لم تقتصر فقط على مدينة ديربورن وحدها، بل انضم عدد من عربات المأكولات في مختلف المدن والولايات الأمريكية تحت مظلة «مهرجانات السحور» حتى إنها انتقلت بين الجاليات العربية والإسلامية إلى كندا لتشكل حالة روحية وإيجابية خاصة بمشاركة عشرات الآلاف من الأمريكيين في الاحتفاء بالأجواء المتميزة.
تقول كاثرين ميلر، مواطنة أمريكية تحرص على المشاركة في مهرجانات السحور بأمريكا، في تصريحاتها لـ الشرق: نتعمد الحضور تلك المناسبة المهمة ونقطع عشرات الكيلومترات من أجل المشاركة في تلك الأجواء المتميزة، فهناك الطعام المميز والفقرات المنوعة ولقاء الأصدقاء والتجمع الكبير من الناس، ولكن الأهم بالنسبة لنا هو تجربة الاعتياد المجتمعية بحيث تكون الأجواء الرمضانية في أمريكا تقليدية ومعتادة كجزء من الاندماج المجتمعي، وأن تكبر الأسر على تعزيز ثقافة وجود رمضان ومشاركة الأجواء مع الأصدقاء، خاصة أن لدينا الكثير من الأسر الإسلامية يميزها اندماجها الكبير في كافة الروافد الوظيفية والأنشطة الثقافية والترفيهية كجزء من هوية وثقافة أمريكا نفسها.
وتابعت: "باتت هناك حاجة أكثر لوجود تلك الفعاليات المهمة بما تضمه من أجواء متميزة بجانب الطعام والمشتريات والفقرات والأجواء الترفيهية فهناك مساحة للتعريف بثقافة رمضان في الإسلام والكثير من الأشياء الإيجابية التي تقدم وجهاً إيجابيا عن المسلمين وثقافتهم".
ليست هناك تعليقات