جثمان راهبة لم يتحلل منذ 4 سنوات.. ماذا يقول العلم؟
في واقعة غير مألوفة، توافد المئات على بلدة صغيرة في ولاية ميزوري الأمريكية لرؤية جثمان راهبة "لم يتحلل منذ وفاتها عام 2019".
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن مئات الأشخاص على مدار الأسبوعين الماضيين توافدوا إلى مكان الجثمان اعتقادًا أنه يحمل دلالة على قداسة الراهبة في الكاثوليكية.
وفي المقابل، يقول آخرون إن بقاء جثمان الراهبة، والمتوفين بشكل عام، على حالته ليس أمراً نادراً كما يعتقد الكثيرون.
وذكر بيان لدير "بينديكتين أوف ماري.. كوين أوف أوبستلز" في غاور بولاية ميزوري الأمريكية أن جثمان الراهبة التي تدعى "ويليمينا لانكستر" استخرج في أبريل/نيسان الماضي.
وجاء في البيان أن راهبات الدير كن يتجهزن لإضافة ضريح للقديس جوزيف، وعندما همّت الراهبات لاستخراج صندوق زميلتهن كن يعتقدن بوجود عظامها فقط، إذ دفنت في نعش خشبي بسيط دون تحنيط قبل نحو 4 سنوات.
وكانت المفاجأة عندما وجدت الراهبات جثمان "ويليمينا" على حالته، كما وجدوا "زيها الديني دون أي تغير"، وأشار البيان إلى أن الراهبات لم يقصدن إعلان هذا الاكتشاف، لكن شخصا ما نشر بريدا إلكترونيا خاصا علانية وبدأ الخبر يتسرب حتى وصل إلى وسائل الإعلام.
وسرعان ما أصبح مكان دفن الجثمان مزارًا لمئات السكان الذين توافدوا في أفواج لرؤية الجثمان، وحرص عناصر سلطات إنفاذ القانون المحلية ومتطوعون على توجيه الحشود التي تدفقت على المدينة البالغ تعدادها نحو 1800 نسمة.
بدوره، قال صموئيل داوسون، كاثوليكي قادم من كانساس سيتي مع ابنه لرؤية جثمان الراهبة: "إنه لأمر مذهل.. جثمان الراهبة كان سلميًا للغاية، ويكسوه الوقار"، مضيفًا أن "مئات الأشخاص توافدوا إلى الدير لمشاهدة الجثمان".
وأوضح "داوسون" أن السلطات ومسؤولي الدير سمحوا للزائرين بلمس الجثمان، مشيرًا إلى أن الراهبات جعلن الجثمان قريبًا من الجمهور"، فيما قال الدير في بيانه إن الجثمان سيوضع في مزار زجاجي في الكنيسة.
ويعد بقاء جثث الموتى على حالتها دون أن تتحلل أمرًا مألوفًا، ويرجع ذلك إلى حالات خاصة، والقاعدة هي أن جميع جثث البشر تتحلل بعد الدفن، لكن عمليات التحنيط بالسوائل والشمع قد تحفظها من التحلل.
ويمكن للجثث البقاء على حالتها إذا أحيطت بظروف خاصة، فإذا دفنت في تربة قلوية مع غياب غاز الأكسيجين والبكتيريا والديدان والحرارة والضوء وغيرها فيمكن حينئذ الحفاظ على الجثث من التحلل.
وعلميًا، تعرف هذه الحالة بـ"التصبن"، إذ تتحول دهون الجثة المدفونة في التربة المشبعة بالجير إلى صابون وهو مادة تقاوم التعفن، كما تحفظ العوامل الطبيعية والجوية بعض الجثث مثل المدفونة في الجليد.
وفي مطلع عام 2021، أثير جدل كبير في مصر بعد إعلان أسرة المطرب الراحل عبدالحليم حافظ أن جثمانه لم يتحلل رغم مرور 31 عامًا على وفاته ودفنه.
وحينها، قال كبير الأطباء الشرعيين في مصر ورئيس مشرحة زينهم الأسبق، الدكتور أيمن فودة، إن "جثة المتوفى قد تبقى دون أن تتحلل بعد الوفاة لمدة تصل إلى 40 عاما".
وأضاف "فودة" لوسائل إعلام مصرية أن أكثر شيء قد يحفظ الجثة من التحلل هو أن تكون مدفونة في منطقة جبلية جافة، لأن ارتفاع درجة الحرارة يسهم في تجفيف المياه داخل الجثة وبهذا يقل نشاط بكتيريا التعفن
ليست هناك تعليقات