اليوم العالمي للغة برايل 2024.. طريقة مبتكرة أعادت الحياة للمكفوفين
اليوم العالمي للغة برايل، يوم أقرّته منظمة الأمم المتحدة، لتعزيز الوعي بأهمية هذه اللغة الخاصة بالمكفوفين، في خطوة تهدف إلى تشجيعهم على القراءة والانخراط في المجتمع.
ولغة برايل هي نظام كتابة ملموسة يستخدمه الأشخاص المكفوفون وضعاف البصر للقراءة والكتابة.
يتكون من 6 نقاط مرتبة في خلايا مستطيلة، يمكن للمكفوفين قراءة لغة برايل عن طريق تمرير أصابعهم فوق النقاط.
ولد لويس برايل في فرنسا عام 1809، وفقد بصره إثر تعرضه لحادث أثناء طفولته، وعلى الرغم من هذه الشدائد إلا أن صموده وتصميمه أدّى إلى إنشاء أحد أكثر الأنظمة ثورية في التاريخ.
واخترع لويس برايل، في القرن التاسع عشر، طريقة برايل لمساعدة ضعاف البصر والمكفوفين على مجارة الحياة، وتصبح بوابة لمحو الأمية والتواصل لأولئك غير القادرين على الاعتماد على الأوضاع البصرية التقليدية.
ونظام برايل الثوري هو لغة اللمس من النقاط البارزة التي تمثل الحروف والأرقام، التي منحت هبة القراءة والكتابة لعدد لا يحصى من الأفراد المكفوفين وضعاف البصر.
أهمية طريقة برايل للمكفوفين
على الرغم من كل التقنيات والأنظمة الجديدة، لا يزال ضعاف البصر يواجهون العديد من التحديات في عيش حياة مستقلة.
لذا فإن الغرض الرئيسي من الاحتفال باليوم العالمي بالحدث هو تعزيز الكتابة بطريقة برايل، وخلق الوعي بين الناس حول أهمية معرفة القراءة والكتابة بهذه الطريقة.
أيضا اليوم العالمي للغة برايل هو أكثر من مجرد احتفال باختراع؛ إنها شهادة على أهمية الشمولية والاستقلالية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، كونه يعكس رسالة المساواة في الحصول على التعليم والمعلومات بغض النظر عن الإعاقات الجسدية.
ومع وجود ما يقدر بنحو 36 مليون مكفوف و216 مليونا يعانون من ضعف البصر المتوسط أو الشديد، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا يمكن المبالغة في أهمية معرفة القراءة والكتابة بطريقة برايل.
وعلى وجه الخصوص بالنسبة لأولئك الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا فما فوق، والذين يشكلون غالبية الأفراد ضعاف البصر، فإن معرفة القراءة والكتابة بطريقة برايل هي شريان الحياة، ما يضمن مشاركتهم في المجتمع.
ووفقا للأمم المتحدة فإن "طريقة برايل هي تمثيل ملموس للرموز الأبجدية والرقمية باستخدام ست نقاط لتمثيل كل حرف ورقم، وحتى الرموز الموسيقية والرياضية والعلمية".
كما أن طريقة برايل يستخدمها المكفوفون وضعاف البصر لقراءة نفس الكتب والدوريات المطبوعة بالخط المرئي.
حقائق عن لويس برايل
كان لويس برايل عازف "بيانو"، إذ كان يحب الموسيقى بشدة، وبرع في مختلف الآلات الموسيقية رغم إعاقته البصرية.
طور لويس رمزا للتدوين الموسيقي، إذ لم يخترع طريقة برايل فقط لكنه اخترع أيضًا نظامًا للتدوين الموسيقي، إذ يسمح رمز الموسيقى بطريقة برايل للأفراد ضعاف البصر بقراءة وكتابة الموسيقى باستخدام نظام من النقاط المرتفعة يشبه ذلك الذي أنشأه للقراءة والكتابة.
بعد تطوير نظام برايل، أصبح لويس برايل مدرسًا في المعهد الملكي للشباب المكفوفين في باريس، إذ درس موادا مختلفة بما في ذلك الرياضيات والموسيقى.
عندما قدم برايل نظام الكتابة اللمسي الخاص به، واجه مقاومة وتشكيكًا من بعض المعلمين والمؤسسات الخاصة بالمكفوفين، واستغرق نظام برايل سنوات حتى يحظى بقبول واسع النطاق والاعتراف بفعاليته في تسهيل القراءة والكتابة للمعاقين بصريًا.
لم يتم الاعتراف بمساهمات لويس برايل على الفور خلال حياته، ومع ذلك في عام 1952 تم استخراج رفاته من قبره المتواضع في كوبفراي وأعيد دفنها في البانثيون في باريس، وهو ضريح مرموق حيث تم دفن الشخصيات الفرنسية الشهيرة، اعترافا بتأثيره الهائل على حياة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في جميع أنحاء العالم.
ليست هناك تعليقات