الإسراء والمعراج.. كيف التقى المصطفى مع النبي موسى 5 مرات؟
رحلة الإسراء والمعراج
تمتلئ ليلة الإسراء والمعراج بالأحداث المعجزة، حيث كان الحدث نفسه فوق المعجزة، وكل ما فيه معجزات.
من ضمن هذه المعجزات كان تكرار ظهور سيدنا موسى عليه السلام أكثر من مرة، سواء في الأرض أو في السماء في الوقت نفسه.
رحلة الإسراء والمعراج.. هل تكررت «المعجزة الإلهية» مرات عديدة؟
اللقاء الأول.. في القبر
ذكر البزار والطبراني والبيهقي والقسطلاني في المواهب والإمام أحمد في مسنده وصاحب السيرة الحلبية والنبهاني في جواهر البحار أن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم نزل في خمسة أماكن، من بينها قبر موسى عليه السلام، فلمَّا مَرَّ صلى الله عليه وآله وسلم على قبرِ موسَى، وهو يصلِّي في قبرِهِ عند الكثيبِ الأحمرِ، قال جبريل عليه السلام: انزل فصلِّ. ففعل.
الثاني.. في الطريق
كما ذكر البيهقي في دلائل النبوة والقسطلاني في المواهب اللدنية، وصاحب السيرة الحلبية، والنبهاني في جواهر البحار، أن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم سَمِعَ نداءاتٍ للخيرِ ونداءاتٍ للشرّ ليلة الإسراء.
تقول الروايات: (بينما هو يسيرُ إذ لقِيَهُ خَلْقٌ من خلقِ اللهِ فقالوا: السلام عليك يا أَوَّلُ السلام عليك يا آخِرُ، السلام عليك يا حَاشِرُ. فقال جبريل: ارْدُدْ عليهم السلامَ، فرَدَّ عليهم صلى الله عليه وآله وسلم)،فقال جبريل: هؤلاء إبراهيم وموسى وعيسى
الثالث.. في بيت المقدس
في حديث لأبي هريرة عن الحاكم وصححه البيهقي وذكره القسطلاني في المواهب أن الأنبياء اجتمعوا بالنبي ليلة الإسراء في بيت المقدس وأخذوا يثنون على ربهم، وكان من ضمنهم سيدنا موسى فقال: (الحمد لله الذى كلَّمَنِى تكليمًا، وجعل هلاكَ فرعونَ ونجاةَ بنى إسرائيلَ على يديّ، وجعل من أمتي قومًا يهدون بالحق وبه يعدلون).
الرابع.. في السماء السادسة
وعندما بدأت رحلة المعراج، ووصل النبي للسماء السادسة: رأى المصطفى سيدَنا موسى، فسلَّمَ عليه، فردَّ السلامَ، وقال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبىِّ الصالحِ.
وفى رواية للمواهب اللدنية للقسطلاني: فلما جاوزَهُ المصطفى بَكَى موسى، فقيل له ما يُبكِيك؟. قال: أبكِي لأن غلامًا من بعدِي يدخلُ الجنةَ من أمتِهِ أكثر مما يدخلُ من أمتِي.
قال ابن أبي جمرة فى شرح صحيح البخاري: الأنبياءُ جعلَ اللهُ فى قلوبِهمُ الرحمةَ والرأفةَ لأممِهمْ، وبكاءُ سيدِنَا موسَى رحمةً ولطفًا لأمتِهِ، لأن هذا وقتُ أفضالٍ وجودٍ وكرمٍ.. فرجا أن يرحمَ اللهُ أمتَهُ في هذه الساعةِ.
الخامس.. تخفيف الصلاة
وردَ في صحيحِ البخارِي: ومعَ عودةِ المصطفَى مرَّ على الخليلِ إبراهيمَ فلمْ يسألْهُ شيئًا، ثم مرَّ على الكليمِ موسَى في السماءِ السادسةِ، فقال: بِمَ أُمِرْتَ؟ قال النبي: أُمِرْتُ بخمسينَ صلاةٍ كلَّ يومٍ. قال: إن أمتَكَ لا تستطيعُ خمسينَ صلاةً كلَّ يومٍ، وإنِّى واللهِ جربْتُ الناسَ قبلَكَ، وعالجْتُ بنِى إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ، فارجعْ إلى ربِّكَ فاسألْهُ التخفيفَ لأمتِكَ. قال النبي: فرجعْتُ فوضعَ عنِّى عشرًا.
وظلَّ سيدُنَا موسَى يردُهُ ليشفعَ لدى ربِّهِ للتخفيفِ، وربُّهُ يخفِّفُ له عشرًا عشرًا، وفى رواية خمسًا خمسًا، إلى أن أصبحَتْ فى النهايةِ خمسُ صلواتٍ، ويطلبُ سيدُنَا موسَى من المصطفَى أن يسألَ ربَّهُ تخفيفَ الخمسِ صلواتٍ، ولحيائِهِ النبي قالَ لموسَى: (سألتُ ربِّى حتَّى استحيَيْتُ ولكنِّى أرضَى وأُسَلِّمُ). فما جاوزَهُ نادَى منادٍ: أمضيتُ فريضتِي وخفَّفْتُ عن عبادِي.
ليست هناك تعليقات