كيف تضاعف دخلك كل 7 سنوات حتى لو ظل راتبك ثابتاً؟

 

كيف تضاعف دخلك كل 7 سنوات حتى لو ظل راتبك ثابتاً؟

رغم ثبات الرواتب في كثير من الوظائف، إلا أن بناء الثروة ليس مستحيلاً. فبخطط مالية ذكية ومنظمة، يمكن لأي شخص أن يضاعف دخله خلال سنوات قليلة، حتى لو لم يتحرك راتبه خطوة واحدة للأمام.

السر لا يكمن في مقدار المال الذي تكسبه، بل في كيفية إدارته. هذه القناعة ليست مجرد نظرية، بل تجربة حقيقية عاشها برينان شلاغباوم، مستشار إدارة الثروات وصانع محتوى مالي، الذي نجح في تحويل ديون تجاوزت 300 ألف دولار إلى ثروة تفوق 4 ملايين دولار خلال أقل من عقد.

في منشور له على منصة "X"، كتب شلاغباوم: "من يفشل في إدارة 100 ألف دولار، سيفشل أيضاً في إدارة مليون دولار". فالمسألة ليست كم تملك، بل كيف تتصرف بما تملك.

وبحسب مؤلف كتاب "الأب الغني والأب الفقير" روبرت كيوساكي، فإن الأغنياء هم من يجعلون المال يعمل من أجلهم، لكن هل هناك حداً أدنى للبدء.

كثير من المليارديرات وأصحاب الثروات يرون أن صناعة الثروة تتطلب التزاماً مع الخطط الموضوعة، وفهم عميق لطبيعة المال. ولكن كيف يمكن وضع خطة لبناء الثروة؟

دعونا في البداية نركز على مضاعفة الدخل دون الأخذ في الحسبان أن الراتب يزيد بشكل سنوي في أغلب الشركات والبلدان.

كيف تضاعف دخلك؟

ينصح خبير الاستثمار وأسواق المال الدكتور خالد قنديل، بضرورة وضع خطة متوازنة وفقاً لشريحة الدخل تتوزع بشكل متناسب على 6 فئات رئيسية وهي: الاحتياجات الأساسية، احتياطي الأزمات، التبرعات، التدريب والتطوير، الاستثمار، والترفيه. 

وقال قنديل إن تنوع شرائح الدخل واختلاف كل شخص في تقبل المخاطر تستلزم وضع استراتيجيات متنوعة يمكن تقسيمها إلى 4 استراتيجيات أساسية، تبدأ من محدود الدخل وتنتهي إلى ذوي الدخل المرتفع، يمكن تقسيمها كالتالي:

استراتيجية الدخل المنخفض

تركز الاستراتيجية على أصحاب الدخل المنخفض وفقاً لطبيعة الدخل في كل منطقة أو دولة، ولكن باحتسابها بالجنيه المصري فإنها مخصصة لمن يقل دخلهم عن 12 ألف جنيه.

وفيما يبدو أن مضاعفة الدخل قد تكون صعبة عن طريق الاستثمار لهذه الشريحة إلا أنه حتى مع ثبات الراتب على مدار عمر الاستراتيجية والتي يمكن أن تمتد إلى 20 عاماً فإن الدخل يمكن أن يتضاعف كل 7 سنوات عن السنوات السبع السابقة له، بشرط الالتزام بالاستثمار الشهري.

ومع انخفاض دخل هذه الشريحة فإن 70% من الدخل سيوجه بالتبعية للاحتياجات الأساسية، فيما سيتم توزيع 10% للاستثمار، وسيقسم المتبقي بالتساوي على الأربع مصارف الأخرى (الترفيه، والطوارئ، والتطوير، والعطاء). يمكن استبدال أياً من الأربعة لسداد الديون حال وجودها.

وقال قنديل إن كل مسار من المسارات له ما يبرره من الناحية العملية، بخلاف الأساسيات. مبلغ الطوارئ على سبيل المثال يمثل ضمانة للالتزام بالاستراتيجية، وعدم تسييل الاستثمار من أجل مواجهة الحالات الطارئة، فيما يمثل العطاء شهادة ثقة من الشخص فيما ينجزه ويخفف الضغط النفسي المرتبط بشعوره بالاحتياج مع كل عطاء يمنحه للأخرين، وبالتالي يمكنه التخلص من الشعور بالخوف وضرورة الاكتناز، كما أن التطوير يحسن من خبرات الشخص ويمنحه فرصاً أفضل للبقاء في المنافسة مع نقل القيمة من عمله أو مركزه الوظيفي إلى شخصه مع مراكمة الخبرات والتطور.

استراتيجية M

تركز استراتيجية M على شريحة الدخل المتوسط مع الالتزامات المرتفعة، ويمكن تسميتها استراتيحية (60 – 40)، حيث يتم تخصيص 60% من الدخل للأساسيات، و40% للادخار والاستثمار، بما يشمل الطوارئ والتطوير والعطاء.

ويمكن أن تكون مناسبة للأشخاص الذين يقل دخلهم عن 25 ألف جنيه على سبيل المثال.

استراتيجية MM

تستهدف الاستراتيجية الثالثة أصحاب الدخل المتوسط مع التزامات متوسط، ويقسم فيها الدخل بالتساوي بين الأساسيات والاستثمار.

وتتلخص فى تقسيم الدخل إلى 50% استثمار (5% العطاء والصدقة و35% ادخار للاستثمار و5% ادخار للطوارئ و5% تطوير الذات)، و50% إنفاق (40% التزامات وضروريات بالإضافة إلى 10% ترفيه).

استراتيجية KK

وهى استراتيجية مناسبة لاصحاب الدخول المتوسطة والالتزامات المنخفضة / أصحاب الدخول المرتفعة والالتزامات المتوسطة.

وتتلخص فى تقسيم الدخل إلى 65% استثمار (5% العطاء والصدقة و50% ادخار للاستثمار و5% ادخار للطوارئ و5%تطوير الذات). فيما يتوزع المتبقي على الإنفاق (30% التزامات وضروريات و5% ترفيه).

الاستراتيجيات الأربعة السابقة تتطلب استثمار المدخرات بشكل شهري لزيادة فاعلية العائد على الاستثمار، وكلما كان توزيع الاستثمارات على قنوات بعوائد مرتفعة كلما كان إنجاز المهمة أيسر.

المبالغ المدخرة للاستثمار يمكن توزيعها على أدوات تتنوع بين الأسهم والسندات والذهب والعقارات والمشاريع الخاصة.

وفيما قد تكون العوائد استثنائية خلال عام 2025 بالنسبة للذهب والفضة وأسواق الأسهم، إلا أن الاستثمار عبر مدير استثمار قد يضمن استقرار نسبي في العوائد المرجحة بالمخاطر، سواء كان عبر شراء وثائق صناديق الدخل الثابت والصناديق النقدية وصناديق الأسهم، أو عبر صناديق المؤشرات ETF.

وحتى بالنسبة للاستثمار في العقارات فإن هناك عدد كبير من الصناديق التي تمكّن الاستثمار الجزئي في العقار، بالإضافة إلى صناديق الذهب.