جراحات السمنة ليست علاجاً سحرياً لإنقاص وزن الأطفال
أكد عدد من الأطباء والمختصين أنَّ جراحات السمنة ليست علاجا سحرياً لإنقاص وزن الأطفال والمراهقين، حيث إنها لا تضمن الحفاظ على أوزانهم بعد الجراحة لفترة طويلة، كما أنها ليست بديلا عن الالتزام بالنظام الغذائي الصحي وممارسة الأنشطة البدنية بانتظام وعدم ارتفاع ضغط الدم ، لذا إجراء هذا النوع من الجراحات يتطلب توفر ظروف تتعلق بمؤشر كتلة جسم الطفل أو المراهق، وإصابته ببعض الأمراض المزمنة أو المهددة للحياة، وتحت إشراف فريق طبي من الاختصاصيين من بينهم طبيب أطفال، خبير في طب السمنة، اختصاصي نفسي واختصاصي تغذية.
وشدد الأطباء في استطلاع على دور الأسرة في تقديم الدعمين المعنوي والنفسي في حال وجود طفل أو مراهق سمين في الأسرة، مع الحذر الشديد في التعامل معه وتجنب التنمر عليه بسبب وزنه الزائد حيث إنَّ هذه السلوكيات غير المدروسة من بعض الأسر قد يؤدي بهم إلى أشد أنواع الاكتئاب وقد يصل بالبعض إلى إنهاء حياتهم، وتجنب مهمة تغذية الطفل للمربيات، أو الإكثار من الوجبات السريعة والمشروبات الغازية.
لخص طبيب أطفال ومراهقين، أسباب السمنة لدى الأطفال بأنها تعود لعدة عوامل، وراثية، النظام الغذائي غير الصحي، قلة ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية، العوامل النفسية، حيث زيادة التوتر الشخصي والوالدين قد يسهم في زيادة الوزن، لافتا إلى أنَّ زيادة وزن الأم الحامل خلال الحمل مؤشر على احتمالية إصابة الطفل بالسمنة في إحدى مراحل حياته ، ودعا الأمهات للتعرف على الغذاء المناسب لعمر وجنس الطفل، حيث إن الاحتياجات الغذائية للجنسين تختلف، وهذا الأمر يستدعي من الأم أن تزيد من ثقافتها في هذا الجانب من خلال استشارة المختصين لبحث نوعية الأطعمة المناسبة للطفل .
من عمر ستة أشهر، واعتماد ما يعرف بالطبق الصحي 50 % خضراوات وفواكه، 25 % حبوب كاملة والابتعاد عن الدقيق الأبيض و25 % بروتين، مع تقليل الدهون والسكر المضاف والملح، مع الحصول على كميات مناسبة من الماء، مؤكدا أن العصائر الطازجة أيضا لا ينصح بها لاحتوائها على كميات من السكر، محذرا من الوجبات السريعة التي اعتبرها تنافي الثقافة الصحية ، ورأى الدكتور أنَّ على كافة الجهات المعنية التكاتف للحد من السمنة، من خلال رفع الوعي في وسائل الإعلام، وفي البيئة المدرسية من خلال المناهج الدراسية وضرورة احتوائها على ما يؤكد على دور الحفاظ على الصحة من خلال انتقاء الأطعمة الصحية وتوضيح مخاطر الإكثار من الوجبات السريعة التي أخلَّت بالثقافة العامة للطعام المتوازن لاحتوائها على الدهون المشبعة.
و من أهم العوامل التي تساعد على الحصول على الوزن الصحي خاصة لدى الأطفال هو ممارسة الأنشطة البدنية، حيث تساعد على حرق السعرات الحرارية وتقوية العظام والعضلات، كما تساعد الأطفال على النوم جيدا خلال الليل والانتباه واليقظة خلال النهار، مؤكدا أنَّ عند تنشئة الأطفال على عادات صحية منذ الطفولة، سيتمكنون من الحفاظ على وزن صحي حين يصلون سن البلوغ، كما أن الأطفال النشيطين يحظون غالبا بلياقة بدنية عالية بعد البلوغ.
وأكد الدكتور محمد محفوظ أنَّ على الأسرة أن تقلل الوقت المخصص لمشاهدة التلفزيون أو الجلوس أمام شاشات الأجهزة الذكية أو اللعب من خلال الألعاب الإلكترونية، وتحديد ساعتين لا أكثر بالنسبة للأطفال الذين يزيد عمرهم عن عامين، كما أن على الأسرة أن تضاعف من الأنشطة وليس التدريبات، أي أن الطفل يجب أن يمارس بعض الأنشطة التي تتراوح ما بين المتوسطة والشديدة لمدة ساعة على الأقل يوميا، للوقاية من الأمراض ولا يلزم أن يكون على هيئة تدريب منظم بل الهدف هو حثه على الحركة، ويمكن أن تكون الأنشطة من خلال اللعب الحر، مع ضرورة الحرص على ملاحظة الأنشطة التي يفضلها الطفل.
ليست هناك تعليقات